إعلان الرئيسية

لينا حضن .. نتكلم فيه



هل كان مقدرا لهما ان يلتقيا بعد مضى سنوات عدة ربما عقود على لقائهما الأول فى هذا الزمان .. وفى هذا المكان تحديداً ؟!!!

 كان دربا من الخيال أن يقصرا المسافات بهذة الجسارة والبطولة فى وقت تعلو فيها النداءات المحذرة من فرط الاقتراب تقصيا لإجراءات الحماية والسلامة للوقاية من وباء إجتاح العالم ولا يعرف الى اين سيقودنا ؟ وإلى ماذا سينتهى ؟ وهل سيؤول وضعنا نحن البشرية إلى خير ؟ هل سننضم لجموع الناجين المنتصرين على هذا الوباء اللعين ؟ أم سنسحق تحت عجلاته الجبارة كمن سبقونا ؟!! وإيا ما كان القادم فأجمل ما شعرت به انها مُنيت به فى هذا الوقت العصيب المرهق القاسى فكان ... ( هو ) ... هو وكفى ، والذى جاء ليعيد البهاء والثقة والأمان لحياتها فكانت موقنة أن ظهوره فى حياتها على الرغم من كونه غير مقصود ألا أنه كان مقدرا من رب العالمين و معقودا من عهود مضت ف اللوح المحفوظ .

وها ( هى ) .. قد جاءت لحياته لتعيد له الحياة فتفتح له نافذة جديدة .. مختلفة .. نابضة على قلبه ليرى بها العالم بعين جديدة أكثر رقة وبنظرة واثقة يملؤها الحنان والملائمة .

كانت تعلم جيدا أنه يحبها حد العشق حتى وأن كان خائفا من التصريح بحبه أو قلق من جرأة الاعتراف ، فلم تكن فى عوز لاعترافه لكونها كانت تعلم جيدا انه يحبها ، وهى أيضا تثق بأنه يدرك تماما حجم ما تحمله له من مشاعر لا حد لوصفها يحملها قلبها .. غزيرة .. عميقة وأكبر ألف مرة من سطوة خوفها من الاقتراب مجددا من الحب والانغماس ف الامل والانخراط ف الحياة بقلب مفتوح بلا دفاعات مضادة ، وهو يدرك جيدا ويعلم حد اليقين ما يمكن أن تفعله هى وما يمكن أن تضحى لأجله مهما كانت النتائج ، ومهما قادتهما الرحلة .
إنه بحق حبا لا يعرف المستحيل ، ولا يدرك أبعاد الزمن ، ولا يتقيد بالخوف من المجهول ، ولا يعبأ بما ستحمله لهم الحياة بعد لحظة من الان ... او بعد زمن بعيد .

فقد أعادا معاً ضبط الزمن ، وخلقا حياة جديدة موازية لا تتقيد بحدود البشر ولا تتأثر بمحدودية المكان ، ولا بسطحية الظروف .

وعلى الرغم من كونهما أحيانا قد يختلفان ويدّعيان الصراع فى موضوعات كثيرة ومتنوعة اهم وهل هم فعلا مختلفان ؟!! ام أن السبب الحقيقى هو خوفهما من القرب .. من التحليق فى سماء أحاسيسهما .. من الانغماس فى بحر عواطفهما .. من الاستسلام لمشاعرهما دون قيد أو شرط ، والتى حلت عليهما وامتلكتهما وتمكنت منهما دون سابق إنذار  .
حتى وإن اختلفا فى وجهات النظر او تجادلا فى موضوعات شتى او عانا أحيانا من عدم فهمها لبعض الأمور عن بعضهما البعض فى رحلة انصهارهم فى بعد آخر لا يعرفه سواهما ، أو حين يسيىء أحدهما الحكم ..  فيكفى ف النهاية ان لهما حضنا يضمهما .. يجمعها .. ينصهران فيه .. يبعدهما عن الأرض .. عن البشر .. عن الوباء .. خارج حدود الزمان أو المكان فيقولان بداخلهما وهما مشحونان بإرادة الأمل وروعة الحلم وبراءة الحب :  { لينا حضن ... نتكلم فيه }.


بقلم الاعلامية نانسي ابراهيم
نانسي ابراهيم
نانسي ابراهيم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button